سيعرض يوم الثلاثاء المُقبل 10 مارس/آذار بالمؤسسة الأوروبية العربية الفيلم الوثائقي حول "قرطبة" بمشاركة مخرجه السيد بن بوعبدالله الذي سيلقي كلمته إلى جانب السيد رافاييل أورطيغا رودريغو نائب الأمينة التنفيذية بالمؤسسة الأوروبية العربية، والسيد أنطونيو مانويل رودريغيس أستاذ محاضر بجامعة قرطبة.

 

يتطرّق "قرطبة" وهو وثائقي من إنتاج الشركة اللّندنية (Eastwest Productions Limited) و إخراج بن بوعبدالله، إلى موضوع النّزاع القائم حول مسجد قرطبة، والحاضر والماضي من تاريخ شبه الجزيرة الإيبرية خلال عصر الأندلس.

شارك في هذا الوثائقي محامون و علماء و أدباء وسياسيون و من عامّة النّاس أيضا. ومن بين المشاركين يوجد السيد فيديريكو مايور ساراغوسا المدير العام السابق لليونسكو، والسيد خوليو أنغيطا غونزاليس، عمدة قرطبة السابق والسيد أنطونيو مانويل رودريغيس راموس أستاذ القانون بجامعة قرطبة، والمحامي رافاييل مير خوردانو، والكاتب كارميلو كسانيو، ومؤرّخة الفنّ السيدة ماريا ديلمار فيافرانكا، والسيدة مارطا خيمينس صحفية، أو السيد ميغيل سانتياغو لوسادا أستاذ محاضر بجامعة قرطبة.

أصبحت مدينة قرطبة معروفة في العالم بفضل المسجد الذي يشكّل المعلمة التاريخية الأكثر شهرة في المدينة، لدرجة أنّ المرء لا يمكن أن يتخيّل قرطبة دون مسجدها ، جوهرة معمارية أصلية وفائقة الجمال معترف بها كأهم موقع إسلامي فى أوروبا وجزء من التراث العالمي لليونسكو منذ 1984.

في عام 2006، وبعد قرون عديدة من استكمال بناءه، تم تسجيل هذه المعلمة في سجّل الممتلكات باسم الكنيسة الكاثوليكية، وهو ما أثار على الفور جدالاً كبيراً بين أولئك الذين أرادوا الحفاظ على تراثهم الإسلامي والكنيسة الكاثوليكية التي ادّعت أنّه ملكها.

ويبحث الفيلم الوثائقي الذي يقدم الآن في بلدنا عن أصل هذا النزاع والأساس القانوني الذي يستند إليه هذا التسجيل.ويناقش "قرطبة" نتائج هذا الأمر وتاثيره على التّعليم والحوار بين الأديان، وفي الوقت نفسه ،يؤكّد ويشدّد على الدور الفريد الذي يتمتّع به المسجد كرمز عالمي للتّعايش السلمي وسبل تعزيز العلاقات المثلى.

وفي هذا السياق، يفتح هذا الوثائقي "نوافذ" تشمل حاضر وماضي لجوانب تاريخية بشبه الجزيرة الأيبرية خلال فترة ازدهار النهضة الأوروبية الأولى في الأندلس، وعرض رؤى متضاربة عن العصر الذهبي للثقافة والتسامح الذي تميّز به المجتمع الأندلسي في تلك الفترة. من هذا المنظور يتخطى الفيلم السياسة ليقدّم رسالة للتّعايش السلمي والتنوّع الثقافي من أجل المستقبل.

 

Partagez-le