تظلّ المساواة بين الجنسين على مختلف المستويات حلما عالمياً مُعلّقا يتخطّى كل الخصوصيّات الثقافية والإجتماعية سواء في الغرب أوالشرق. لذلك أنشأت المؤسسة الأوروبية العربية الكرسي الأوروعربي لدراسة الجندر بهدف معالجة جميع القضايا المتعلّقة بالمساواة بين الجنسين ومكافحة التمييز والعنف ضد المرأة.
  •  لمعرفة المزيد عن كرسي دراسات الجندر، انقر هنا.

 

أصبحت المساواة ومكافحة التمييز بين الجنسين، مسألة أساسية في المجتمعات المعاصرة.وسواء في الغرب أو الشرق، تظلّ هذه المسألة على مختلف المستويات حلما عالمياً مُعلّقا يتجاوز كل الخصوصياّت الثّقافية والإجتماعية.

تبلور هذه المشكلة جميع التوتّرات الحالية مثل الحداثة والتقاليد وحقوق الإنسان والقيم العالمية وعلاقات الهيمنة الإجتماعية والتداعيات الجيوسياسية العالمية.

 وفي إطار هذه الحداثة التي أعقبت العولمة، وحتى داخل المجتمعات الأكثر تقدّما من النّاحية الإقتصادية والديمقراطية، تبدو المظاهر المتعددّة لثقافة التّمييز ضدّ المرأة بشتّى طرق الهيمنة والاستغلال والعنف.

صحيح أن تحرير المرأة، والتحوّل الإجتماعي الذي شهدته خلال نصف القرن الماضي، يعتبر إنجازا من الإنجازات الكبيرة، إذا ما تمّ تحليله في نطاق تاريخ البشرية،  ويشهد على تطور ونضج الحضارة الانسانية التي أصبحت تدرك تماما الدور الفعال للمرأة وحقوقها المشروعة ضمن الدينامية الإجتماعية.

ولكن على الرغم من هذا الوعي الذي لا يمكن إنكاره بحقوق المرأة باعتبارها  إنسان ولها حقوق، إلا أنّه من عجيب المفارقات، توجد بعض "المقاومة" العالمية للعقليات والثّقافات والإيديولوجيات، وهو ما يعني أن عدم المساواة-بدرجات متفاوتة- هو أمر بديهي، بغض النظر عن المستوى الاجتماعي  والاقتصادي لمجتمع بعينه.

تعدّدت أشكال التّمييز والعنف العالمي ضدّ الّنساء فمن تأنيث العولمة لهشاشة النّساء على المستوى الإجتماعي والإقتصادي حتّى للحروب والصراعات الأهلية وعدم المساواة السياسية وصولا إلى سيادة الرّجال في الثقافة والدين. ولا تزال مسألة دراسات الجندر أداة أكاديمية أساسيّة لدراسة وتحليل وإدراك مدى تعقّد العالم والمجتمعات التي نعيش فيها. ويجب أن يُفهم بأنّ عدم المساواة بين الجنسين هو انتهاك لحقوق الانسان، وأن مسألة الجندر تشكّل مفتاحا أساسيا لقراءة و تحليل المجتمعات.

هي أيضا مسألة تقدير وتحليل لمختلف مظاهر إشكالية الجندر في سياقها الخاص وفي تنوّع تعبيراتها، وبالتالي، في "تشابكها" حتّى لا نقع في تأصيل النظريات العالمية المجرّدة. ممّا سيمكّننا من أقتراح بدائل عملية وواقعية وشاملة تحترم الجانب الإنساني والمساواة والسياق. 

الأهداف

  1. تقريب المشاركين في أنشطة الكرسي من تعقيد وتنوّع إشكالية المساواة بين الجنسين في المجتمعات المعاصرة.
  2. اكتساب المعرفة عن النظريات النسوية المختلفة في الغرب و العالم العربي.
  3. توفير إطار مرجعي لدراسة المفاهيم النّظرية الأساسية كالاختلافات بين الجنسين، أو العلاقات السلطوية، أو الخطابات الثّقافية التي تحافظ على الوضع الراهن للتّمييز وعدم المساواة.
  4. شرح المفاهيم والأدوات لفهم وتحليل التغيّرات الحالية التي تعيشها المجتمعات الغربية والعربية.
  5. أن يتمكّن الطلاّب والطّالبات من اكتساب المعرفة بالعناصر الأساسية التي يرتكز عليها النهج النسوي والإصلاحي في دراسة الأديان.

آفاق التقارب

يقترح الكرسي تقديم منظور تربوي لمنهج واسع ومتعدّد التخصّصات يقوم على ما يلي:

  • اضطلاع متعدّد بمجالات مختلفة: كالتاريخ وعلم الإجتماع والقانون ودراسة الأديان والفنّ والأدب، إلخ.
  • تحليل متعدّد التخصّصات لبناء الهوّيات والفروق بين الجنسين.
  • التركيز على التلاقي في مكافحة التمييز وعدم المساواة بين الجنسين.
  • تحليل لنضال الحركة النسوية لما بعد الاستعمار و/أو ما بعد الاستقلال.
  • تقدّم الخطاب النسالي عالميا والذي يشمل جميع مجالات الفكر.
  • استخدام مفاهيم مشتركة  لصياغة تساؤلات خاصّة  تستند إلى الجندر.

 

دراسات الجندر

 أسماء المرابط، حائزة على كرسي الجندر بالمؤسسة الأروبية العربية

 

مقابلة مع أسماء المرابط

ولدت في الرباط (المغرب). والتزمت منذ عدّة أعوام بدراسة موضوع المرأة في الإسلام والتأمّل فيه، كما ألقت العديد من المحاضرات حول هذا الموضوع عبر العالم. يرتكز عملها بالأساس على إعادة قراءة النّصوص المقدّسة من منظور إصلاحي.

وعملت منسّقة لمجموعة بحث وتأمّل حول المرأة المسلمة والحوار بين الثقافات في الفترة من 2004 إلى 2007،  بالرباط، المغرب.  ترأسّت المجموعة الدولية للدّراسة والتأمّل في مكانة المرأة والإسلام، في الفترة من 2008 إلى 2010 بمقرّها في برشلونة.  كما تمّ تعيينها في الفترة من 2011 إلى مارس 2018، كمديرة لمركز دراسات المرأة في الإسلام ضمن مؤسسة دينية بالمغرب: الرابطة المحمدية . هي عضوة في الشبكة العالمية "مساواة" بماليزيا. وعضوة أيضا في المجلس الإداري لمؤسسة الثقافات الثلاث بإشبيلية.

لأسماء المرابط عدّة إصدارات ومقالات حول موضوع المرأة و الإسلام من بينها:

إصدارات باللغة الفرنسية

  • ببساطة مسلمون عن دار النشر توحيد، فرنسا.
  • عائشة زوجة الرسول او الإسلام بصيغة المؤنّث. عن دار النشر توحيد، فرنسا وترجم إلى اللغة الإسبانية ونشره المجلس الإسلامي ضمن سلسلة الإصدارات "شهادة".
  • القرآن والمرأة: قراءة تحريرية.  عن دار النشر توحيد، فرنسا وتُرجم إلى الإسبانية وأصدرته إيكاريا.
  • المرأة- الإسلام- الغرب: مسارات للعالمية. عن دار النشر لاكروزي دي شومان بالمغرب و سغير أطلانطيكا بفرنسا.
  • المرأة والرجل في القرآن: أي مساواة؟" إصدار ل "البراق باريس فرنسا"، نشر في مارس 2012 وحصل على جائزة المرأة العربية لعام 2013 ضمن فئة العلوم الإجتماعية.
  • "المرأة والإسلام: رؤية إصلاحية"، سلسلة "قيم الإسلام"، باريس، مؤسسة الابتكار السياسي 2015.
  • "المرأة والأديان؛ آراء المرأة المغربية"؛ جماعي، من قبل حكيمة ليبار، 2014، عن دار النشر لاكروزي دي شومان.
  • المتدينات وناشطات الحركة النسوية: نظرة مختلفة عن الأديان" طبعة  للاكروزي دي شومان الدار البيضاء.
  • الإسلام والمراة: الاسئلة التي تزعج  عن دار النشر ( En toute lettres ) حصل هذا الإصدار على جائزة الاطلس الكبير 2017
  • "ميراث المرأة": دراسة متعدّدة التخصّصات ، جماعية ، بقلم سهام بنشقرون ، إمبرينت ، الدار البيضاء 2017

إصدارات باللغة الإنجليزية

  • رجال في السّلطة ؟" جماعي، اونورلد، لندن 2015
  • المرأة في القرآن: قراءة متحرّرة طبعة لماركفيلد (المملكة المتحدة) وكوب لعام 2016.

وتعمل أسماء المرابط حاليا  كطبيبة أخصّائية في أمراض الدّم بمستشفى ابن سيناء بالرباط . وقد مارست منذ عدّة سنوات (من 1995 إلى 2003) كطبيبة متطوّعة في المستشفيات العامة في إسبانيا وأمريكا اللاتينية، وخاصّة في سانتياغو دي شيلي والمكسيك.

 

مشاركة